نظرة استوقفتــني (بقلمــي)

نظرة استوقفتــني..


جلست كعادتي في كل مساء..في المقهى الذي يواجه بيتنا الصغير..وضعت دفتر كلماتي أمام الطاولة الدائرية..سرحت في أفكاري منتظرة وحي كتاباتي ليخط على الورق الناعم..



كان المقهى خاليا تقريبا من الناس..باستثناء رجلان يجلسان في المقاعدالامامية..رجل كبير في العمر يرتدي قبعة كبيرة الحجم..بالكاد ترى ملامح وجهه..اما الرجل الآخر تميزه الابتسامة البشوشة وحركة يديه معبرة عن حديثة..



استوقفني الرجل الثاني بردائه الأبيض وكأنني وجدت فيه شيئا مثيرا..نظرت إلى اللون الأبيض وكان الأمل يتفتح أمامي..ومن ثم رجعت لدفتري وقلمي الموضوع على الطاولة..التمعت فكرة في مخيلتي فرأيت الأوراق مرحبة بأناملي..



ولكن صاحب الرداء الأبيض يستوقفني من جديد..هذه المرة هو من ألقى بنظرة إلي ..متفحصا إياي..!

حاولت الهروب من نظراته..فنظرات الرجال كانت تقتلني..فأهوي كوردة ذابلة..ويطل الخجل من أعيني مرسوما على وجهي..



طلبت من النادل فنجان شاي لتتوقف نظراته المحملقة إلي..ولكنها ازدادت عمقا اتجاهي..فلم أرى بنفسي إلا وهي محدقة به كذلك..



نظرة إعجاب هي.. أم شيئا أخر..؟!

كانت نظرة بريئة تجمع بين الحزن والفرح..فضاع ظله داخلا في عيوني مستكشفا معالمها..فقررت أن أتجاهله كليا هذه المرة..



لحظات قليلة وإذ به يتوجه إلى طاولتي..دقات قلبي تتسارع..يداي تتشابكان بدون توقف..

فجأة يغير مسار طريقه..فحمدت ربي..وضحكت بسخرية من داخلي..!

يا للدهشة يعود مرة أخرى ويقف أمام طاولتي حاملا كوبا من الشاي مقدمه إلي..فاجأني بتصرفه ..فهل هو نادل يا ترى..؟!

وضع الفنجان أمامي قائلا:

_تفضلي آنستي..كوب الشاي الذي طلبته..

شكرته بنفسي وألقيت عليه بسؤالي :

_ولكن ..هل أنت تعمل هنا..؟



ضحك بدوره وسحب احد المقاعدالخشبيه..وجلس معتدلا واثقا من تصرفه..فضحكت أنا الأخرى من تصرفه الصبياني..وبدء يحاورني بأسئلته الفضولية..

_آنستي..لعلك تتساءلين عن نظرتي البعيدة التي كنت أبادلك إياها..

صمت مصغية إليه..متشوقة لمعرفه السبب..فأكمل حديثة:



_شيئا ما شدني إليك..فحملقت في عيونك العسلية..رأيت فيها معاني كثيرة..أمل..ثقة..دفئ..كلها تجمعت أمامي بشخصك..



أغلقت دفتري..فتوقف عن الكلام..صامتا لتعود تلك النظرة تغمرني بدفئها وفضولها المضطرب..عيناه كانت تقولا الكثير..فهل أتقن فن العيون ونظراتها..؟!

استأذن مني..على أمل أن يراني مرة أخرى..إلى لقاء آخر يجمعنا..



في طريقي إلى المنزل اجتاحتني فرحه..لا اعرف سببها بالضبط..جعلتني أرى كل شيء جميل..وشعرت بذاتي لأول مرة..!



واسترجعت ما حصل معي خلال اليوم..فضحكت كثيرا لنظرة معجب استوقفتني..!


عاشقة العندليب الاسمر

almondo كتب:

إنها فعلا قصة مشوقة و مليئة بالأحاسيس


و هناك تساءل هل ذلك الشخص نادل في المقهى

أم أراد فقط التعرف و التقرب من الفتاة
؟؟؟؟؟

و

اهلا بك في قصتي..
اذا دققت في القصه
ستعرف ان هذا الشخص
ليس نادل في المقهى..

لك تحياتي على وجودك هنا..