المنتدى العربي
المنتدى العربي
المنتدى العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحبا بكم جميعا في المنتدى العربي منتدى الهمسات الأدبية  مرحبا بكل من يأنس في نفسه كفاءة الإفادة مرحبا بكل من يبحث عن الإستفادة  المنتدى منكم و إليكم فلنعمل جميعا على تطويره و الرقي به   إدارة المنتدى    

 

 صرخات الحرائر "1-2-3"

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شهد ع

 مشرفة القصص 
شهد ع


انثى عدد الرسائل : 380
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 20/08/2007

الأوسمة ونقاط التميز
الأوسمة: الدرع الذهبي لستارز
نقاط التميز: 600

صرخات الحرائر "1-2-3" Empty
مُساهمةموضوع: صرخات الحرائر "1-2-3"   صرخات الحرائر "1-2-3" I_icon_minitime2008-01-30, 23:31

مقدمة



من بين أنات الموجوعين ... و استغاثات المحرومين ... و صرخات المقهورين ، خرجت صرخاتهن لتفجر صمتا آن له أن ينتهي ....

"صرخات الحرائر" أطلقتها حناجر حناجر قد ملت الاستجداء ، فأعلنت أنه قد آن أوان الانفجار ..... حمي البركان .. تأججت النيران .. و بلغ لهيبها حد العنفوان ... فكان لا بد أن يأتي الأوان ...

أم ترى كتب الدهر علينا ان تختنق صرخات الأيامى كما اختنقت صرخات ثمانين ضحية قبل أن تعرف طريقها إلى آذان قد صمت .. و عيون قد عميت .. و قلوب على حب الدنيا قد أقفلت .. و ضمائر لأرباب أموال قد بيعت ...



أطفئت الأنوار و بدأ العرض ..



المشهد الأول ..




منير الطفل الذي لم تشفع له سنواته العشر في أن يحيا كما أقرانه ، فشاء القدر أن ينشأ في أسرة فلسطينية فقيرة تسترها بقية من جدران احتفظت بشموخها فأبت إلا العزة لنفسها و لا زالت تتحدى السقوط ...



التقيته ذات يوم في سوق شعبي بسيط حيث كنت أتمشى ، و في سرعة خاطفة وجدته قد مثل أمامي .... تأملت جسده الصغير، و قده النحيل ، و ملابسه التي تستر بعضا من جسده .. كلها تعبر عن بؤس الحياة التي يعيشها ، و بينما أنا في تاملاتي غارقة إذ جاءني صوته منبها : " هل لي بمساعدتك يا خالة ؟" ..

نظرت في عينيه اللتين تقاطرت منهما البراءة و تبسمت مجيبة : "و بما ستساعدني يا صغيري ؟"

فكانت إجابته نعم التفسير لحاله :"سأحمل لك ما تشترين ، ثم تعطينني بعض النقود كاجر لأعود إلى أهلي بشيء يقيم أودهم و يسكت جوع امعائهم " .



ما ذنبه ؟ ... ما جرمه ؟... ما وسعه ؟... أسئلة و أسئلة لم و لن تجد الإجابة ...

"ماذا قررت خالتي ؟" عاودني صوته منبها ..

فتبسمت له و قلت :"لا أشكرك .. سأحملها لوحدي .." و قبل أن أتم جملتي أدار ظهره و قرر أن يبحث عن عجوز مسنة أو شيخ ضعيف قد يحتاجون مساعدته .

ناديته مسرعة :"انتظر .. لم أنته بعد .. أنا لا أريدك أن تحمل مشترياتي لكنني سأعطيك ما تريد .."

تغيرت ملامحه و اكفهر وجهه و بدت نبرة الغضب ممزوجة بالإباء في صوته :"أنا لا أتسول سيدتي .. إما أن أكسب قوتنا بعرق جبيني و إلا فلا ..".
" حسنا .. حسنا أيها الصغير ؟، سنتشارك في حملها "

أمسكت يده و تحركنا سويا ..



- " ما اسمك عزيزي ؟"

- "منير يا خالتي"

- "اسم جميل .. في أي سنة تدرس؟"

- "في الصف الخامس الابتدائي"

- "تعمل و تدرس .. حياة شاقة على طفل صغير"

تنهد تنهيدة طويلة وكأن جور الزمان و قسوته قد أدارا رحاهما على قلبه الصغير :"صدقت سيدتي.. إنها حياة شاقة كتبها القدر علي بعد أن أصيب والدي في إحدى غارات الحقد الإسرائيلية ... كانت إصابته بالغة و احتاج نقلا سريعا إلى أي مستشفى خارج قطاع غزة علهم يتمكنون من علاجه و لكن ..."



" الحصار ... كومة إسمنت وقفت عائقا في وجه علاجه ... أليس كذلك ؟!"

"بلى" سكت طويلا حتى تمنيت لو انني أخترق حواجز صمته عل النيران التي اشتعلت بداخلي تغدو رمادا و هباء منثورا ...

"مات يا خالتي .. مات يا خالتي و هو يسأل كل يوم هل فتح المعبر ؟ ... مات يا خالتي بعد أن كانت كل صرخة ألم تخرج رغما عنه تمزقني ... تميتني و تحييني ... قتلته كومة إسمنت و سلك شائك يا خالتي ".



أأداري دمعي أم أمسح دمع صغير غض أبت الحياة إلا أن تذيقه كأس منونها

رفع الصغير عينيه إلي و قال :"لا تحزني يا خالتي .. فقد احتسبناه شهيدا "



" و ماذا بعد يا صغيري ؟ كتبتم على قبره شهيد الحصار .. ثم ماذا ؟ "



" لا تقلقي .. لا زلت أتقن فن الابتسام و به أتغلب على الصعاب بحول الله و قوته "







صرخة الحرائر : حتى يومنا هذا بلغ عدد ضحايا حصار قطاع غزة منذ ثمانية أشهر إلى 86 ضحية ... و الحبل على الجرار



يتبع


عدل سابقا من قبل في 2008-02-12, 22:12 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهيار

المدير المؤسس
 المدير المؤسس
مهيار


ذكر عدد الرسائل : 1003
العمر : 116
تاريخ التسجيل : 18/08/2007

صرخات الحرائر "1-2-3" Empty
مُساهمةموضوع: رد: صرخات الحرائر "1-2-3"   صرخات الحرائر "1-2-3" I_icon_minitime2008-01-31, 12:33

ما أروع الأدب عندما يلتصق بالواقع وعندما يولد من رحم المعاناة ... ما أروع منير و هو يرفض فلسا دون عرق ما اروعه و هو يفاخر بوالده الشهيد و ما اروعك أنت شهودة عندما نقلت بالحرف صورة واقع أليم ... تحيتي و أنا أنحني لهذا الإبداع المتجدد منك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamassetadabia.yoo7.com
شهد ع

 مشرفة القصص 
شهد ع


انثى عدد الرسائل : 380
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 20/08/2007

الأوسمة ونقاط التميز
الأوسمة: الدرع الذهبي لستارز
نقاط التميز: 600

صرخات الحرائر "1-2-3" Empty
مُساهمةموضوع: رد: صرخات الحرائر "1-2-3"   صرخات الحرائر "1-2-3" I_icon_minitime2008-01-31, 22:43

أهلا بك بين أحرفي مهيار
و سعيدة كونها راقتك
يسعدني حضورك لتتابع معي فصول المعاناة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شهد ع

 مشرفة القصص 
شهد ع


انثى عدد الرسائل : 380
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 20/08/2007

الأوسمة ونقاط التميز
الأوسمة: الدرع الذهبي لستارز
نقاط التميز: 600

صرخات الحرائر "1-2-3" Empty
مُساهمةموضوع: رد: صرخات الحرائر "1-2-3"   صرخات الحرائر "1-2-3" I_icon_minitime2008-02-02, 00:15

لا زالت الأنوار مطفأة و العرض مستمرا ...
المشهد الثاني

عندما تغدو حياة الإنسان مرتبطة بصوت الآلة الهادر ... توقفها لا يعني سوى شيء واحد ... بخفة و هدوء تنسل الروح خارج جدران جسد متهالك أعلن انتهاء معركة لا خاسر فيها سوى إنسان .. و أعجب بها من نهاية !!

على السرير الأبيض في المشفى كانت ترقد .. فتاة في عمر الزهور ، و جمال البدور كأنما ملاك قد ظللها و بهاء قد تغشاها ..
لم يكن يعكر صفوها سةى أنبوب غليظ اخترق عنقها .. و آلة هادرة بجوار رأسها ، و محلول تغذية آلم وريدها .. لكنها لم تكن تدري أن قلبها الموجوع كان منهم يستمد الحياة بعد فضل من جل في علاه ...
"ما بها ابنتك يا سيدتي ؟" ساءلت امرأة كانت تجلس بجوار الطفلة و تمسح على شعرها بحنو دافئ ..
" آه يا ابنتي ... ليتك تدرين ؟! .. قصتها أليمة و معاناتها طويلة "...
" أخبريني أماه .. من أجرم بحقها و أرداها جسدا بلا حراك ..؟""رصاصات الغدر كانت لها بالمرصاد .. كانت تلعب على باب منزلنا .. و دون سابق إنذار انطلق الطائرات الوحشية من مكامنها و أمطرت بلدة بيت حانون برصاصاتها اللاهثة عطشا للدماء ..و كان عنق ابنتي راويها و مستقراً لإحداها"."تبا للأوغاد .. سحقا للجبناء .. لكن ما عسانا نقول سوى حسبنا الله هو مولانا و نعم الوكيل .""آآآآآآآه ... لا حول و لا قوة إلا بالله .. نقلت إلى المشفى بسرعة لكنه فات الأوان .. أصيبت بشلل رباعي و فقدت قدرتها على التنفس ، فأصبح هذا الجهاز الذي يضخ الحياة إلى رئتيها كل أملها في البقاء "

طوال حديثنا كنت أراقب حدقتيها تنتقلان ما بيني و بين والدتها و كانما تبحث بين ثنايا حركات شفاهنا عن أمل قد يعيدها إلى ماضيها البريء ... لكن ...
دوى صوت صافرة قوي في أرجاء المكان .. شعرت باضطراب السيدة و تسارع نبضاتها ، فاقتربت منها و كأنها شعرت بلهفتي فابتدرتني قائلة :" المشفى الآن يعمل على المولدات ... فصلت الكهرباء "
انتفضت قائلة :"فصلت الكهرباء ؟! ... كيف هذا ؟! ... ألا يعلمون أن هذا مشفى .""ما عساهم يفعلون يا ابنتي ؟ إسرائيل قررت منع الوقود .. من أسن سيأتون بكهرباء لتوزيعها ؟ "" فليفصلوها عن السكان لكن المشفى لا ".." و كأنك لا تعيشين في غزة يا ابنتي .. و من قال لك أن السكان ينعمون بالكهرباء ... الكهرباء مقطوعة عن جميع المناطق منذ يومين .. بل هناك مناطق لم ير ساكنوها النور منذ أربعة أيام ... إنهم بالفعل يفصلونها عن السكان لأجل إمداد المشافي لكنهم لا يملكون احتياطيا كبيراً و يبدو أنه قد نفذ بالفعل و توقفت الشركة عن العمل .... ادعي الله يا ابنتي ألا ينفذ وقود المولدات هنا أيضا و إلا ..."" لا تكملي بالله عليك يا اماه ..... فلا يمكن أن تموت هذه الصغيرة بهذا الهدوء" تعجبت من تبسمها مستهزئة تقول :" و ما الذي يمنع ؟ ... حقوق الاطفال ام حقوق الإنسان ..."" بل حقوق الأوطان يا أماه ... حقوق العوبة يا أماه ... حقوق الإنسان يا أماه .."ساد صمت مبهم بعد حديثنا ... و لا زالت النبضات حارقة مستعرة ...
نهضت من مكاني و قبلت جبين الطفلة و همست لها :"لا تخافي ... فأحلامك التي اغتيلت قبل ان تولد... جعلت أحلامهم بإخضاعنا تتبدد".
" ثقي بالله أماه ... لا زال في العروبة عرق ينبض "..
تنهيدتها الطويلة و تمتماتها الهادئة طرقت آذاني : " كفى بالله واليا و نصيرا" ..

صرخة الحرائر : في الأيام الماضية تعطفت إسرائيل بمد قطاع غزة بـ 30% من احتياجاته من وقود .. و بالأمس قررت ما تسمى بالمحكمة العليا عندهم بتقليص حجم كرمهم الفائض ... فترى كم سيبلغ مقدار جودهم هذه المرة ...

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهيار

المدير المؤسس
 المدير المؤسس
مهيار


ذكر عدد الرسائل : 1003
العمر : 116
تاريخ التسجيل : 18/08/2007

صرخات الحرائر "1-2-3" Empty
مُساهمةموضوع: رد: صرخات الحرائر "1-2-3"   صرخات الحرائر "1-2-3" I_icon_minitime2008-02-04, 17:34

مازلت قابعا بالمكان أتابع فصول الروعة في ما تكتبين شهودتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamassetadabia.yoo7.com
شهد ع

 مشرفة القصص 
شهد ع


انثى عدد الرسائل : 380
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 20/08/2007

الأوسمة ونقاط التميز
الأوسمة: الدرع الذهبي لستارز
نقاط التميز: 600

صرخات الحرائر "1-2-3" Empty
مُساهمةموضوع: رد: صرخات الحرائر "1-2-3"   صرخات الحرائر "1-2-3" I_icon_minitime2008-02-05, 00:52

أشكرك على حسن متابعتك مهيارو
إن شاء الله يكون الجزء الثالث جاهزا في الغد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شهد ع

 مشرفة القصص 
شهد ع


انثى عدد الرسائل : 380
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 20/08/2007

الأوسمة ونقاط التميز
الأوسمة: الدرع الذهبي لستارز
نقاط التميز: 600

صرخات الحرائر "1-2-3" Empty
مُساهمةموضوع: رد: صرخات الحرائر "1-2-3"   صرخات الحرائر "1-2-3" I_icon_minitime2008-02-12, 22:11

لا زال العرض مستمرا و الأنوار المطفأة ... لا أدري حتى متى !!



المشهد الثالث



جلست في ركن الغرفة أنعم النظر إليه ... كان هادئا ساكنا يؤدي فرض ربه بخشوع يسكب في نفسي دفقات من ورع و رهبة تجلت تحفنا من كل صوب ...



حين أنهى صلاته شعر بنظراتي الحائرة التي كانت تجوب أركان المكان ؛فبادرني قائلا :"تعالي يا صغيرتي إلى حضن والدك .. لقد اشتقت إليك جدا " . ... تسمرت في مكاني دون أي حراك ...

لا أدري أي خوف ذاك الذي كان يسيطر علي و يمنعني من الجري لأرتمي في أحضان والدي الذي لم أره منذ عدة أيام بسبب تواجده في المشفى كما اخبروني ...



"ما بك حبيبتي ؟... ألم تشتاقي إلى والدك العزيز ؟"

لا زال الخوف ينتابني و قدماي لا تقويان على الحراك ،فقرر والدي أن يأتيني ليزيل عني رهبتي تلك ،و تحرك بكرسيه ذي العجلات الكبيرة ... إنه هو هذا الكرسي ذي العجلات ... هو من يخيفني ... إنه جديد لم أعتد عليه ... لماذا يحاصر أبي ؟ ... لما لا ينهض عنه و يحتضنني ؟.... لما لا يأتي إلي و يأخذ بيدي يقبلها كما اعتدت منه ؟...

كانت الاسئلة تتزاحم في مخيلتي الصغيرة ، و والدي يقترب مني اكثر فأكثر حتى أصبح ماثلا أمامي ، و لا زال الضعف يسري في أوصالي و الرهبة تزيد حدة نبضاتي ، و دونما شعور مني وجدته يمسك يدي الصغيرة بين يديه و يقبلها ...



إنها ذات القبلة و ذات الأنفاس .. إنه أبي ... هو نفسه ...

ترقرقت الدموع في عيني ، و ارتميت في أحضان والدي أبكي دموعا لطالما احتضنتها مقلتاي و أنا أسأل كل يوم :"أمي أين هو والدي ؟ لماذا تركتموه في المشفى " ، فأرى العبرات تنحبس في عينيها أيضا .

دقائق مرت و لا زلت أبكي في احضان والدي ،حتى شعرت بيده الطاهرة تداعب وجهي و أنامله الرقيقة تمسح دمعي ...

"يالك من طفلة يا صغيرتي ... ما كل هذا البكاء ؟! ... أهكذا تبكي ابنة المجاهد ؟!"



كان لكلمة "المجاهد"وقع غريب في قلبي فرفعت رأسي و قلت لوالدي :"كيف يا أبتي ؟.. ألست ابنتك ؟ .. كيف أكون ابنة المجاهد؟!"



كانت ضحكات والدي التي انطلقت بعد سماعه كلماتي كفيلة بجعلي أضحك دون أن أعرف حتى سبب ضحكاته ..

"اسمعي يا ابنتي ،أنا والدك و انا أيضا المجاهد ، المجاهد يا عزيزتي هو من يضحي بكل ما يملك حتى نفسه و روحه فداء لوطنه الذي يرزح تحت نير الاحتلال " .

كنت أصغي باهتمام إلى كلمات والدي و أتأمل ابتسامته المتلألئة التي ترتسم بدقة على وجهه ثم سألته :"لماذا كنت في المشفى يا أبتي ؟"

" إنه بالضبط ما كنت اخبرك إياه قبل قليل ... إنه الجهاد يا بنيتي .... قبل أسبوع من الآن كنت في رباط على ثغر قرب الحدود بيننا و بين اليهود الذين يتربصون بنا لنغفل عن ثغورنا فيباغتونا و يدخلون أرضنا ليعيثوا فيها فسادا".

كانت كلمات والدي صعبة علي .. سمعتها مرارا لكنني يوما ما فهمت معناها ... إلا أنها دوما كانت تشعرني بالفخار و العزة .... كان ينتابني شعور غريب بالنشوة حين كنت أرى والدي مرتديا لباسه العسكري ، متوشحا سلاحه ليخرج إلى الرباط ...

تابع والدي :" في ذلك اليوم شاء الله أن تتوغل آلية صهيونية حين كنت أرابط و إخواني المجاهدين ؛فأشرعنا أسلحتنا و بدأن تبادل إطلاق النار مع القوة الخاصة فتمكنا بفضل الله من إصابة عدد منهم ، إلا أن الدبابة الصهيونية باغتتنا بقذيفة مدفعية فأصيب عدد منا "

" أصبتم ؟! ...و أنت يا أبي هل أصبت مع المجاهدين ؟"

نظر إلي والدي و شعر بلهفة سؤالي فضمني إليه أكثر ثم قال:"أجل يا قرة العين ... أصبت في ساقي اليسرى و اضطروا لبترها حتى الركبة .."

نزلت كلماته علي كالصاعقة فقفزت من مكاني و كشفت الغطاء عن ساقه و بالفعل كان كما قال ...

عادت الدموع لتتدافع إلى عيني ثانية و تنحدر عن وجنتي فتبلل الضماد الذي غطى جرح والدي ... الآن فقط عرفت لما كان الكرسي ذي العجلات يقيده و يمنعه من ضمي ...

"ألم نتفق أن ابنة المجاهد لا تبكي؟ هيا يا ابنتي كفكفي دمعك .."

"ألن يعطوك ساقا جديدة ؟"

"بلى يا ابنتي ... سيضعون لي ساقا اصطناعية لكنني لا أدري متى ... يجب ان ننتظر حتى يسمحوا لي بالسفر عبر معبر رفح لئلا يأسرني اليهود إن مررت عبر معابرهم "

"لكنه مغلق يا أبتي .."

"لا عليك عزيزتي ... سأنتظره حتى يفتح ... أتمنى أن هذا لن يطول "

زال عني بعض القلق الذي اعتراني و أمسكت يد والدي و قلت : "هيا يا والدي ... سنذهب لنجلس مع جدتي في الخارج"

"حسنا ... إذا هيا ادفعيني لنذهب معا "
نهضت مسرعة و أمسكت مقبض الكرسي و قلت لوالدي :" هل ستترك الجهاد و الرباط يا أبتاه ؟"

"أبدا يا عزيزتي .. لا يمكن هذا .. فلسنا نحن الذين تضعفناالشدائد و تفتك بعزائمنا التي لا تلين .."

تفتر ثغري عن ابتسامة بريئة توشحت بالإباء الذي زرعه والدي في أعماق قلبي ...

همست لوالدي: "و أنا أيضا سأكون مجاهدة يا أبتاه ... "





صرخة الحرائر : يزيد عدد المعاقين في قطاع غزة عن 69145 معاقا حتى عام 2005 ... ترى الآن كم يبلغ عددهم ؟! آلاف منهم بحاجة لتركيب أطراف اصطناعية ليعيشوا كما الآخرين و للأسف علاجهم لا يبعد عنا سوى بضعة كيلومترات فمتى يا دول الطب و العلم تتحركون ؟!!


يتبع


صرخات الحرائر "1-2-3" Or10


عدل سابقا من قبل مهيار في 2008-02-25, 19:48 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عطر الوفاء

عضوفعّال
 عضوفعّال



انثى عدد الرسائل : 140
العمر : 49
صفة :

عضو مؤسس تاريخ التسجيل : 21/08/2007

الأوسمة ونقاط التميز
الأوسمة: عضوة متألقة
نقاط التميز: 150
صرخات الحرائر "1-2-3" Empty

مُساهمةموضوع: رد: صرخات الحرائر "1-2-3"   صرخات الحرائر "1-2-3" I_icon_minitime2008-02-16, 21:20

السلام عليك
اهلا شهد كيفك اتمنى ان تكوني بالف خير
انها فعلا صرخة الابطال والاحرار رغم القيود والحصار فهي تزلزل الاعداء نسال الله ان يفك كرب اهل غزة وينصر المقاومة
ويهلك اعداء الدين يا رب
عاشت فلسطين ابية حرة بابطالها المقاومين
بوركت على هذا الابداع فقلمك بحد ذاته رسالة معبرة تخترق كل الحدود
دمت بود
تحياتي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شهد ع

 مشرفة القصص 
شهد ع


انثى عدد الرسائل : 380
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 20/08/2007

الأوسمة ونقاط التميز
الأوسمة: الدرع الذهبي لستارز
نقاط التميز: 600

صرخات الحرائر "1-2-3" Empty
مُساهمةموضوع: رد: صرخات الحرائر "1-2-3"   صرخات الحرائر "1-2-3" I_icon_minitime2008-02-16, 23:05

اهلا بك عزيزتي
أنا بخير أتمنى انك كذلك ايضا
اشتقت لكن جميعا

بإذن الواحد الديان ستنتصر المقاومة
لكن بعد دفع الثمن
و كلنا جاهزون لندفع
فالله اشترى و المؤمنون باعوا و الصفقة الجنة

بوركت على كلماتك عزيزتي
سررت بك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صرخات الحرائر "1-2-3"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي :: 

منتديات الإبداع و النقاش :: القصة القصيرة

-
انتقل الى: